الخميس، 25 يوليو 2013

المحبة والسلام بين مكة والمدينة



هل صحيح أن محمد كان حملاً وديعاً في مكة,ثم كشّر عن أنيابه بعد أن قويت شوكته في المدينة؟
هذا بحث موضوعي في آيات القرآن,وللقارئ المنصف أن يجيب
"لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"

هذه الآية تنزلت في مكة (سورة الكهف),ثم تنزلت مرة أخرى في المدينة (سورة البقرة)

=>لم يتغير منطق القرآن بتغير قوة محمد
.......................................................................................

في سورة التوبة أكثر سور القرآن حدة في اللهجة,والسورة الوحيدة التي لا تبدأ ببسملة,وقد تنزلت في آخر الرسالة الإسلامية (يعني في وقت لا مجال فيه للمجاملة,محمد كان قوياً متمكناً لا يحتاج لقناع الوداعة)

ماذا نجد في سورة التوبة؟

تتحدث السورة كما يبدو لأي قارئ عن واقعة تاريخية ونزاع بين قوم محمد و(بعض) المشركين الذين بدؤوا الرسول بالاعتداء,وهمّوا بإخراجه من داره (كما تخبر الآيات)
إذن:
1-السورة تتحدث عن فئة معينة من المشركين وليس عن كل من أشرك بالله
2-هذه الفئة اعتدت,وبالتالي رد الرسول دفاعي وليس هجومياً (هم بدؤوكم أول مرة-الآية 13)
ماذا عن المشركين الذين لم يعتدوا؟
يقول القرآن في نفس السورة:
"إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئاً ولم يظاهروا عليكم أحداً,فأتموا إليهم عهدهم إلى مدته إن الله يحب المتقين"
"فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين"
=>القرآن لم يأمر مرة بقتال ومحاربة من لا يدين بدين محمد,وسبب تشريع القتال في القرآن دائماً سياسي,ما من مرة كان عقائدياً
والسؤال هنا "بعد قراءتنا لسورة التوبة,نجد أن القرآن يوصينا بأن نقسط ونستقيم للمشرك طالما لم يعتد علينا
فإن كان القرآن بهذا التسامح مع من اقترف إحدى أكبر الخطايا في الدين (الشرك),فكيف هو مع الموحد بالله مثل المسيحي واليهودي واللاديني وغيرهم؟
ولو كانت غاية القرآن فرض الدين على الناس,ما كان ليستثني أحداً من المشركين
ولكن القرآن لا يشرع لمحمد أن يقاتلهم من أجل خياراتهم العقائدية,بل يشرع له أن يرد الاعتداء فحسب
.......................................................................................

محمد كان وديعاً وتحول ذئباً في المدينة,ولكن ما رأي المنصف بالآيات (المدنية) التالية:


_لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي (سورة البقرة)
_ما على الرسول إلا البلاغ (سورة المائدة)
_إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب (سورة الرعد)
_كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين (سورة المائدة)
_وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين (سورة البقرة)
_فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين (سورة البقرة)
_من اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم (سورة البقرة)
_لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (سورة الممتحنة)

_وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان (سورة المائدة)
_وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم وورأيتهم يصدون وهم مستكبرون (سورة المنافقون)
_ليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم؟إن الله غفور رحيم (سورة النور)
_لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً (سورة النساء)
_إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابِئين من آمن بِاللَّه واليوم الآخرِ وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهِم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (سورة البقرة)
_
ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون,يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين (سورة آل عمران)
_قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم (سورة البقرة)

ما زال القرآن يعزف على أوتار المحبة والسلام,وما زال يدعو الناس إلى العفو والتسامح,وما زال يبشر كل صالح من أي عقيدة,حتى بعد أن قويت شوكته
كيف؟ولماذا؟
لأنه لا ينطق عن الهوى,إن هو إلا وحي يوحى!