الأربعاء، 15 يونيو 2011

ألقرآن و قطع اليد

ألقرآن و قطع اليد



(http://db.tt/Vgrzk6o نسخة PDF)

موضوع النقاش هو قطع يد السارق الوارد في الايه:
"وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)" ألمائده
كما يلاحظ من الايه اعلاه ان هناك عقوبة وُضِعَت للسارق والسارقه ولها علاقة بقطع اليد وحسب ما هو مفهوم فأن العقوبه هي فصل اليد بواسطة آلة حاده كالسيف او المنشار وما شابه.

لمحاولة فهم معنى العقوبه (فأقْطَعوا أيديهما) يجب ان نفرّق بين فعلين تشابه و أختلط علينا معناهما. لتوضيح معنى الفعلين يجب أن ننتبه للتالي (أرجو الانتباه على حركات الحروف في كل كلمة):
ماضي مضارع أمر فاعل صفه
قَطَعَ يَقْطَعُ اقْطَع قاطِع مَقْطوع

قَطَّعَ يُقَطِّعُ قَطِّع مُقَطِّع مُقَطَّع

(*1) نلاحظ ان الفعل الاول (قَطَعَ) ,بفتح الحروف الثلاثه, هو فعل مجرد والفعل الثاني (قَطَّعَ) ,بتشديد الطاء وفتح الحروف الثلاثه, هو كما متعارف في قواعد اللغه العربيه ما يسمى فعل مُزَيَّد (اي زاد عليه تضعيف حرفه بالشده).
هناك من قد يقول ان الفعل الثاني هو نفس الفعل الاول المجرد و أنه يدل على التكثير والمبالغه حسب ما هو متداول ومتعارف. ولو كنا نريد المحاججه اللغويه فقط نقول ان الفعل الثلاثي ألمزّيد عن الفعل الاصلي (سواء بالشدّه او بالالف) ليس بالضروره أن ينتج مبالغة نفس المعنى الاول ولكنه قد ينتج معنى جديد للفعل وان التكثير والمبالغه ليست الا احدى احتماليات نتائج التضعيف. وهذا ما يعرف بالزياده البنائيه وهي الزيادة التي تغير من بناء الكلمة الأصلي ، فينتج عن ذلك كلمة جديدة ، نتيجة لزياد حرف أو أكثر على الكلمة الأصل .
هذا ان كان الفعل الثاني (قَطَّعَ) اصلا هو مضعّف لنفس الفعل الاول (قَطَعَ). وهنا نقول رأينا بانهما في الاصل فعلين مختلفين لكلٍ منهما معناه المستقل وتصريفاته المختلفه بعضها عن بعض.
(*1) يمكن مراجعة الفعل المجرد و الفعل المزيد وحالاتهما على هذا الرابط:
http://www.drmosad.com/index123.htm

نبدأ بذكر وشرح اغلب الايات التي ورد فيها ذكر الفعل الاول (قَطَعَ) بفتح الاحرف الثلاثه أو مشتقاته ثم ننتقل لذكر وشرح اغلب الايات التي ورد فيها ذكر الفعل الثاني (قَطَّعَ) بتشديد حرف الطاء.
قَطْع ما أمر الله به أن يوصل:
لننظر الى ما تقوله سورة الرعد في الايات (20 و 21 و 22) و كذلك الايه بعدها (25). ألايات (20 و 21 و 22) تذكر صفات من لهم عقبى الدار ومنها انهم يَصِلون ما امر الله به ان يوصل:
"الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ (21)وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)" ألرعد

أما ألآيه (25) وبعد الانتهاء من صفات من لهم عقبى الدار, يبدأ بصفات من لهم سوء الدار واحدى صفاتهم انهم يَقْطَعون ما أمر الله به أن يوصل:
"وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25)" ألرعد
و ألان لنقارن بين الصفات المذكوره في الايات اعلاه مع جزمنا بأن السياق متصل ولم ينقطع بأي حال من الاحوال.
1- (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ) تخالفها صفة (الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ)
2- (الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ) تخالفها صفة (يَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ)

و لننظر كذلك الى سورة البقره ألآية (27):
"الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)" ألبقره
من ألآيات أعلاه نجد أن (يَقْطعون) بالفتحة والسكون وليس (يُقَطّعون) بالضمة والفتحه وتشديد الطاء...تعني يمنعون وَصْل ما أمر الله به أن يوصل عكس (يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ). أي أن (يَقْطعون) بالفتحة والسكون تعني يمنعون الوصل. لا يمكن ان تعني (يَقْطَعون) هنا (فَصْل ما امر الله به ان يوصل عن بعضه) ولكنها تعني (مَنْع وصل ما امر الله به ان يوصل).




نأخذ الفعل الماضي الاول (قَطَعَ) بفتح الحروف الثلاثه واشتقاقاته:
قَطَعَ ألوصل: أي مَنَعَ الوصل ان يوصل (عكس وَصَلَ) و ليس مزَق او فصل الوصل عن بعضه و لو كان قَطَّع الوصل لكان جعله قِطَع ممزقه متباعده عن بعضها
يَقْطَعُ ألوصل: أي يمنع الوصل أن يوصل (عكس يُوصَل) وليس يمزق او يفصل ما امر الله به ان يوصل
اقْطَع ألوصل: أي اِمنَع الوصل أن يوصل (عكس صِل) وليس مزق ما امر الله به ان يوصل
قَطْع ألوصل: أي مَنْعُ الوصل من الوصول (عكس وَصْل) وليس تمزيق ما امر الله به ان يوصل
اذاً وَصْل ما أمر الله به ان يوصل مَقْطوع وليس مُقَطَّع.

قَطْع ألامر:
"قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)" ألنمل
يقول القرآن عن ملكة سبأ "ما كنت قاطعة" وليس "مُقَطِّعة". هنا نلاحظ الفاعل هو "قاطع" وليس "مُقَطِّع".
ذكرت ملكة سبأ انها لن تَقْطَع امرا الا أن يشهد الملأ.
قَطْع ألامر هنا هو أصدار امر نهائي ممنوع تغيره (وليس مجرد اتخاذ أمر عادي يمكن العوده عنه) ولذلك ربطت قَطْع الامر بشهادة الملأ لان حالة الامر ستكون نهائيه ملزمة ممنوع تغييرها ولهذا استلزم التشاور قبل قَطْع الامر.
هنا قَطْع الامر ليس تمزيقه او فصله أو قصّه عن بعضه ولكن أصدار أمر نهائي ممنوع من التغيير.

قَطْع الدابر:
أستَخدم القران عبارة قطع الدابر اكثر من مره:
"وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)...>الى قوله<...
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)" ألانعام
"وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (65)...الى قوله...
فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ (72)" ألاعراف
قال (فقُطِعَ دابر) ولم يقل (فقُطِّعَ دابر).
قال (وقَطَعْنا دابر) ولم يقل (وقَطَّعنا دابر).
فما هو (قَطْع الدابر)؟ هل هو مطابق لمعنى المنع كمنع الوصل ومنع الامر؟ ولكن منع دابر الذين كذّبوا من ماذا؟
اعلاه ذكرنا ايتان لقطع الدابر استخدمت مع القرى والامم السابقه وهناك ايات استخدمت مع الكفار في زمن الرسول ولكن سأذكر ايات الامم السابقه اولا لابين معنى (قَطْع الدابر) ثم اذكر الاخريات.
المعلوم ان الله (أهلك) القرى ودمرها وانهاها كما ذكر القران في كثير من المواقع ومنها مثلا قوم عاد:
" فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (139)" ألشعراء
وكذلك يقول عذبهم عذابا اليما:
" فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24)" ألاحقاف

وغيرها كثير...اذاً هناك (هلاك) وهناك (عذاب اليم) وهناك (قَطْع دابر) وكلها صفات لما حصل لقوم عاد.
الهلاك هو انتهائهم
العذاب الاليم هو تعذيبهم
قطع الدابر هو منعهم من العوده او الرجوع لأنهم اُهلكوا, بدليل:
"وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (95)" ألانبياء
"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31)" يس
"وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)" ألانبياء

ولكن مَنْعَهُم ان يرجعوا الى ماذا؟
" وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)" ألاعراف
" ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)" ألروم
" حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)" ألمؤمنون
" وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)" ألسجده
الرجوع هنا هو الرجوع الى الايمان بعد معرفة الادله والايات البينات. ولكن الاقوام السابقه التي وقع عليهم الهلاك حُرِّم ومُنِعَ عليهم الرجوع بعد أن رأوا العذاب (فأنْقَطَعَ دابرهم اي منعوا من الرجوع) وكتبت عليهم التهلكه.

أما الكفار في زمن الرسول:
"لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ (127)" آل عمران
قَطْع لطرف من الكفار اي منعه لجماعة معينه من الكفار من الرجوع بعد ان رأوا الادله أو العذاب كما بينّا اعلاه.

"وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7)" ألانفال
يهلك الكافرين ويمنع عليهم الرجوع كما بينا اعلاه من معنى (قَطْع الدابر)

قَطْع ألسبيل:
"أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)" ألعنكبوت
(قَطْع السبيل) وليس (تقطيع السبيل), المقصود هنا هو منع اتخاذ السبيل (أي سبيلٍ كان) وليس تقطيعه الى قطع.

نعود الى الايه سبب البحث:
"وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (39)" ألمائده

فما هي اذا عقوبة السارق والسارقه؟ ما هو (قَطْع اليد) في (فأقْطَعوا أيدِيهما)؟ الجواب بسيط...قَطْع اليد هو منعها او نهيها ان تمتد فتسرق من جديد. كيف يكون هذا؟ بالسجن و الحبس او النفي او العزل او ما شاكل وبهذا تمتنع اليد عن السرقه خاصة ان تكملة الايه تدل على التوبه والمغفره والرحمه.
فيصبح المعنى, السارق والسارقه فامنعوا ايديهما ان تمتد للسرقه من جديد.
أو بمعنى اشمل, السارق والسارقه فامنعوهما من السرقه.




يقول:
"فمن تاب من بعد ظلمه" والتوبه هنا هي التوبه عن فعل السرقه الى الله. يقول فمن تاب, اي ان هناك احتمال انه لن يتوب وسيستمر بالسرقه...ولكن كيف سيسرق من جديد ان كانت يداه مُقَطَّعتان؟

وكمثال لحادثة سرقه ذكرت في القران وصدر الحكم بها بوجود وحضور نبي الله:
"فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ (70)" يوسف
ثم يقول:
"قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75)" يوسف
هنا يتسائل اخوة يوسف عن ما هية عقوبة السارق بوجود وحضور نبي الله يوسف.
فاجابوهم و بوجود النبي يوسف (الذي يحكم بما امر الله) ان من وجد في رحله فهو (كشخص كامل) جزاؤه ولم يقولوا تُقْطّع يداه.
الجزاء كان هو حجر و حجز الشخص ومنعه من العوده مع اخوته ولو كان الجزاء هو تقطيع اليد لكانوا قَطّعوها وارسلوه معهم أو على الاقل لبقي الاخوه في انتظار تنفيذ الحكم ليأخذوا اخاهم ويعودوا خاصة لمعرفة حب ابيهم الشديد له. ولكن اختيار حجّة السرقه كان يكفي لابعادهم لان فيه سجن او حجر الشخص.



لم تأتي كلمة (قَطْع) بفتح القاف وتسكين الطاء وفعلها الماضي (قَطَعَ) ومشتقاتها لتدل على اي فعل فيزيائي يعني التقطيع او الفصل ولكن كانت دائما ترد كصفة منع ونهي لما يأتي بعدها.
فالامر المقطوع ليس هو الامر
المُقَطَّع
والوصل المقطوع ليس هو الوصل
المُقَطَّع
والدابر المَقْطوع ليس هو الدابر
المُقَّطَع
واليدان المَقْطوعتان ليستا هما اليدان المُقَطَّعتان.

اما فعل (قَطَّعَ) ,بتشديد الطاء وفتح الحروف الثلاثه, و اشتقاقاته (تَقْطيع) و (مُقَطِّع) وغيرها فكلها تدل على عمل فيزيائي ينتج عنه تقطيع او تخديش او تمزيق أو فصل شئ عن شئ اخر كما هو متعارف وبدرجات مختلفه حسب من يقوم بالتقطيع و ما يتم تقطيعه و شدة التقطيع وسأورد الايات مع بعض الايضاحات:
"إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166)" ألبقره
تمزقت وانفصلت بهم الاسباب بعضها عن بعض وليس مُنعت بهم الاسباب
"وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا.....(160)" ألاعراف
أي فرقناهم او مزقناهم او فصلناهم الى اثنتي عشرة (قِطْعَة) وليس منعناهم
"وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)" ألاعراف
كذلك نفس المعنى اعلاه.
"فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31)" يوسف
كما ذكرنا, ألتقطيع اذا كان بشري فهو بالتأكيد سيكون بدرجات مختلفه حسب المُقَطِّع وقوته وآلآلة المستخدمه والشئ الذي يتم تقطيعه. هنا في الآية اعلاه حصلت عملية التقطيع بوجود المُقَّطِع (النسوه) و وجود ألآلة (السكين) ومع ذلك لم يتم فصل اليد وبترها كاملة ولكن حصل تمزيقها او تخديشها بدليل انهن استمرّن بالكلام.

"وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93)" ألانبياء
وهنا مزقوا او فصلوا امرهم بينهم وتفرقوا فتقطع امرهم الى قِطَع.
"هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)" ألحج
قِطَع من ثياب وليس قَطْع كَقَطْع الوَصْل او الامر او الدابر
"وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ...(4)" ألرعد
قِطَع مُقَطَّعة.
"...وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ (15)" محمد
اصبحت
قِطَعاً
"فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)" محمد
ألارحام (تُقَطَّع) الى قِطَع متناثره متفرقه ولا (تُقْطَع) أي تُمنَع. لم يرد في القرآن (قَطْع الارحام) ولكن ورد (تقطيع الارحام) كما في الاية اعلاه.
ألآيات:
"لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)" ألاعراف
"قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49)" ألشعراء
"إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)" ألمائده
"قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)" طه
كما اوردنا اعلاه, درجة التقطيع هنا تعتمد على البشر خاصة وانها هنا مرتبطه بعذاب كما تقول الايات وكذلك اضافة مصطلح (من خلاف) لذلك نترك لمخيلة القارئ الحكم عليها.

الخلاصه:
عندما نقول يداه مقطوعتان, اي يداه ممنوعتان فلا تصلان
وعندما نقول يداه مُقَّطَعتان, اي تم تقطيعها الى قطعتين او اكثر.
القَطْع يختلف عن التقطيع ويعني النهي او الانتهاء.



زيد علي

القرآن وضرب النساء

القرآن وضرب النساء


بقلم: زيد علي المهدي




(http://db.tt/gUlKmWM نسخة PDF)






يفرض خطأً أن لغتنا العربية بوضعها الحالي ولهجتنا العاميه هي امتداد متكامل ومتطابق للّغة العربية التي كانت متداوله في وقت نزول القرآن وان بعض كلمات اللغه العربيه في الزمن الحاضر وكذلك اللهجه خاليتان من الاخطاء والتشويه والتغيير وهذا فرض خاطئ لاسباب عديده منها بُعد الفتره الزمنيه ومنها ما مرت به المنطقه من حروب واحتلالات واستعمارات وامبراطوريات و بلغات كثيره مختلفه.
وكذلك فرض خاطئ اخر بان المنطقه تتكلم العربيه الخالصه متناسين وجود امتدادات الحضارات القديمه وسكان المنطقه من مختلف الاديان والقوميات من مسيحيّين ويهود وفرس وتُرك وغيرهم واختلاطهم وتأثيرهم واتصالهم المباشر في المنطقه وبلغاتهم ألاصلية السريانيه والفارسيه والعبريه وغيرها من اللغات الاصيلة المتأصلة في المنطقة وامتزاجها و تزاوجها مع اللغه العربيه بالاضافه الى تأثّر التفاسير العربيه ألمُعتَمِده على ترجمات الديانات الاخرى للغات مختلفه. فقد تكون اندثرت بعض الكلمات والمصطلحات وحلت محلها كلمات اخرى تشتمل على معنى اخر.
فهل بعض كلمات لغتنا العربيه المتداوله هي نفسها كلمات لغة العرب الذين نزل القرآن بلغتهم؟ هل فهمنا واستخدامنا لبعض كلمات اللغه بشكلها الحالي يعطينا المعنى الصحيح لشبيهتها الوارده في ايات القران؟

ساستغل هذه المقدمه للانطلاق في اسلوب تحليل موضوع البحث بالاعتماد على النص القراني فقط وبتجرد بعيداً عن تأثير اي تفسير ومحاولا تفسير القران بالقران وعملا بقوله:

"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا" النساء (82)
"أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" محمد (24)

موضوع النقاش والتحليل هو كلمة ”اضربوهن" الوارده في الاية (34) من سورة النساء:
"الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا" النساء (34)

لو أخذنا كلمة الضرب بمفهومها المتداول وهو الاذى و بالعاميه (البسط بالعراقي) فالسؤال المطروح, هل هذا ما يريده الدين الاسلامي من المسلمين لنسائهم بما فيهم انبيائهم ورسلهم؟ (بسط) احدهم للاخر؟ قد يكون الجواب بالايجاب او قد يكون بالنفي.

ورد جذر كلمة "ضرب" في القرأن (57) مره في (54) آيه...سأذكر عينات منها ونبحث فيها وبعد ذلك سأورد جميع الايات.

ضرب الامثال:
من متابعة ايات القران المتعلقه بالامثال يلاحظ هناك شيئان, اولا ذكر المثل وثانيا ضرب المثل
ذِكرُ المثل بصوره منفرده وهو عملية تشبيه شئ بشئ اخر لتقريب الصوره والمفهوم كما في الامثله التاليه:
- "مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" البقره (261)

هنا عملية تشبيه مباشره للذين ينفقون اموالهم في سبيل الله وتشبيههم بحبة انبتت سبع سنابل لتقريب صورة كيف ان الله يضاعف لمن يشاء.

- "كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ۖ ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " الحشر (15)

تشبيه مباشر لقوم معينين وتشبيههم باقوام قبلهم كيف ذاقوا وبال امرهم لتقريب صورة ما سيحصل لهم

وغيرها كثير من الامثال التي ذكرت لتشبيه شئ بشئ اخر لتقريب الصور والمفهوم.

اما عملية ضرب المثل فهي تختلف عن ذكر المثل....ضرب المثل هو ليس عملية تشبيه بل هي عملية ذكر مثل لشئ معين وضربه مع مثل اخر لنفس الشئ ...بمعنى اخر هي عملية ذكر مثل لحاله معينه لشئ ما ومقارنته مع حالة اخرى لنفس الشئ ولكنها بعيده عنه كل البعد. ضرب المثل هو عملية الابعاد او ايضاح البعد بين نقيضين لشئ واحد.

- "لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" الحشر (21)
هذا مثل مضروب وليس مذكور....مَثَل عظمة الجبل وشموخه مع ما هو نقيض لحالته الا وهو مَثَل خشوعه وتصدعه....بعدت الصفتان الواحده عن الاخرى...فتم ضرب المثل اي تبيان البعد بين مثلين نقيضين لشئ واحد
------------------------------
- "أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" الرعد (17)
مثل مضروب, ما ينفع الناس من السيل يمكث في الارض مقارنة مع الزبد الذي يذهب جفاء, تم ضرب المثل بتبيان البعد بين نقيضين لشئ واحد (السيل). سأذكر ضرب الحق والباطل بعد قليل في مكان اخر لانه ليس مثل ولكن واقع حال.
------------------------------
- "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" النحل (75)
ضرب مثل بمقارنة عبد مملوك مع من رزقه الله ينفق سرا وجهرا...فتم ضرب المثل بذكر حالتين متباعدتين
------------------------------
- "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" النحل (76)
مقارنة مَثَل شخص ابكم لا يقدر على شئ مع مَثَل لشخص اخر يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم...تم ضرب المثل بذكر حالتين متباعدتين
------------------------------
- "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" النحل (112)
ضرب للمثل, مقارنة مَثَل حالة القريه كونها مطمئنه ياتيها رزقها رغدا من كل مكان مع مَثَل لنفس القريه ولكن في حالة بعيده عن الحالة الاولى وهو ان الله اذاقها لباس الجوع والخوف...فتم ضرب المثل اي تبيان البعد بين الحالتين.
------------------------------
- "وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا" ألكهف (45)
مقارنة مَثَل حالة النبات الذي يربو ويخضر بماء من السماء وضربه مع المَثَل النقيض الا وهو نفس النبات اصبح هشيما تذروه الرياح...تم ضرب المثل بتبيان البعد بين الحالتين.
------------------------------
الكهف (32)-الى-(43):
- "وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا" (32)> .....الى.....< "وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا" (43)
مثل مضروب وهو ذكر مَثَل حالة جنتي الرجل من كونهما تحويان اعناب ومحفوفتان بنخل وبينهما زرع مع مَثل حاله بعيده ليصبح ثمرها محاطا وهي خاويه على عروشها...وكذلك مَثَل حالة الرجل من كونه يقول ما اظن ان تبيد هذه الى ان اصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها يقول يا ليتني لم اشرك بربي احدا....تم ضرب مَثَل حالة الجنتين بتبيان البعد بين الحاله الاولى والاخيره للجنتين وكذلك بالنسبه لحالة الرجل.
------------------------------
- "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ" البقره (26)
لم يضرب اي مثل, القول ان الله لا يستحيي حتى ضرب (مباعدة) مثل بعوضة مع ما فوقها.
------------------------------
- "انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48) وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49)" الاسراء (48 و 49)
ضرب للمثل, الحاله الاولى عظاما ورفاتا...الحاله الثانيه مبعوثون خلقا جديدا...جمعهم معا في سياق واحد لتبيان بعد الحالتين احدهما عن الاخرى وهو عملية الضرب (ضرب المثل)
------------------------------
- "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ" يس (78)
ضرب للمثل, احياء العظام مع رميم العظام...حالتان متباعدتان.

سأكتفي بهذا القدر من ضرب الامثال. البقيه بعضها يحتاج لذكر الايات او تفصيل اكثر ولكن النتيجة واحده وهي ان المثل يضرب لمباعدة الحالة الاولى عن الثانيه.
يبدو ان ضرب الامثال كان فنا شائعا في ذلك الزمن وكانوا يتنافسون ويتباهون به ولهذا نرى الله يضرب لهم الامثال ويرد عليهم ضربهم للامثال (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه).
ذِكر المثل هو تشبيه شئ بشئ.
ضرب المثل هو تبيان البعد بين حالتين معينتين.
==================================================================


الضرب في الشئ:

- "لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" البقره (273)
- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" ال عمران (156)
- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" النساء (94)
- "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا" النساء (101)
- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ۚ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ" المائده (106)

وغيرها من الايات....المعنى واضح وهو السفر او الابتعاد في الارض.
==================================================================


الضرب على الشئ:
البقره (61):
- وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
الصقت بهم الذله والمسكنه...عكس ابعدت عنهم
------------------------------
ال عمران (112):
- ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)
الصقت بهم الذله والصقت بهم المسكنه...عكس ابعدت عنهم
------------------------------
النور (31):
- وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ....الى اخر الايه.
ضرب الخمار على منطقة الجيب اي تغطيتها بجلب الخمار ووضعه او اطباقه على منطقة الجيب....عكس ابعاده عنه.
------------------------------
الكهف (11):
- فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)
لم يُذكر ما هو الشئ الذي ضُرب على اذانهم ولكن مدلول الايه يبين انه اُطبِقَ على اذانهم.

الضرب على الشئ هو الوصول او الاقبال على الشئ والالتصاق به عكس البعد عنه.
==================================================================


الضرب بشئ:

الحديد (13):
- يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)
اي اُبعِدَ بينهم بسور....تم الابعاد بين المنافقين والذين امنوا بواسطة سور.
------------------------------
الشعراء (63):
- فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)
اي باعد بعصاك البحر فكانت النتيجه فِرقين متباعدين. تم ابعاد فرقي البحر بواسطة عصا.
------------------------------
{البقره (60):
- وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)
الاعراف (160):
- وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)
البقره (74):
- ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}

(*1){تحت القشره الارضيه يوجد الماء بكثره بل حتى بكمية اكبر بمئات المرات (حسب المصدر) مما هو موجود فوق سطح الارض من بحار وبحيرات. يوجد هذا الماء تقريبا في كل مكان تحت سطح الارض (تلال, جبال, سهول, صحارى). قد يكون هذا الماء قريب جدا الى سطح الارض وقد يبعد مئات الاقدام في عمق الارض. قد يكون عمر هذا الماء ساعات قليله اذا كان قريبا من سطح الارض وقد يكون عمره مئات السنين في الاعماق المتوسطه وقد يكون عمره بضع الاف من السنين في عمق الارض.
المياه تحت الارض تكون قريبه من السطح وتسمى بالمياه الجوفيه او ال(
aquifers). تتكون المياه الجوفيه بسبب وجود فراغات بين احجار الطبقه الصخريه القريبه تحت سطح الارض وتجمع المياه في تلك الفراغات. كلما زاد العمق كلما قلت المسافات والفراغات بين الاحجار حتى تصبح الاحجار متلاصقه ومتراصه اكثر خاصة ان وزن الاحجار في الطبقات العليا يضغط على ما تحتها فيرصّها مع بعضها. لهذا السبب توجد المياه الجوفيه قرب سطح الارض. تتكون المياه الجوفيه نتيجة لترسب المياه وتغلغلها في قشرة الارض الى ان تصل الى الطبقه الصخريه القريبه. تتجمع هذه المياه في الفراغات الموجوده بين الاحجار.
هناك عاملان مهمان لتكوين المياه الجوفيه:
1- جاذبية الارض, قوة الجذب تسحب الماء نحو مركز الارض مما يعني ان الماء على السطح سيحاول التغلغل داخل الارض تحته
2- تحت قشرة (سطح) الارض هناك طبقه تسمى ال bedrock وحسب الترجمه (حجر الاساس). لو كانت هذه الطبقه صلده متراصه ومتكونه من حجر واحد مثل الكَرانيت الصلد فحتى الجاذبيه لن تجدي نفعا بسحب المياه الى الاسفل. لكن الحقيقه غير ذلك, فطبقة الbedrock مكونه من انواع متعدده من الاحجار كالحجر الرملي (sandstone) و الجرانيت (granite) و حجر الكلس (limestone). طبقة الbedrock تحتوي على درجات متفاوته من الفراغات بين احجارها وصخورها والتي تتجمع المياه الجوفيه فيها (اي في الفراغات). من الممكن ايضا لاحجار طبقة ال(bedrock) ان تتكسر و تتشقق مكونة فراغات يمكن ان يملؤها الماء ويجري فيها (->وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ<-). بعض صخور ال(bedrock) يمكن ان يذوب بالماء مثل حجر الكلس (limestone) مما يكون فراغات كبيره تملأ بالماء. (الحجاره لا تولد الماء ولكن قد تتشقق ويجري من خلالها الماء او قد تحوي مسامات يتجمع فيها الماء)

لو اخذنا مقطع عمودي للارض ممكن ان نلاحظ ان الاحجار تتجمع في طبقات وخاصة في مناطق الصخور الرسوبيه. بعض هذه الطبقات (كما ذكرنا) فان احجارها تحوي على فراغات فيما بينها يتحرك الماء فيها بحريه وبصوره افقيه. يلاحظ ان الجاذبيه لا تسحب المياه بعيدا الى مركز الارض (الحركه العموديه للماء) بسبب وجود طبقات صخريه صلده مكونه من الكَرانيت او مواد يصعب على الماء اختراقها مثل الطين. قد تقع هذه الطبقات الصلده والطينيه تحت الطبقه الصخريه ذات الفراغات وبهذا تعمل كطبقة عازله تمنع الحركه العموديه للماء نحو مركز الارض مما يؤدي بالماء الى التحرك افقيا وملئ الفراغات الموجوده بين الصخور والاحجار في الطبقات العليا وتستمر هذه الحركه الافقيه للماء الى ان يخرج الماء الى مصب ما كنهر او ما شابه (->وان لمن الحجاره لما يتفجر منه الانهار<-).}
(*1)(التفصيل اعلاه مترجم بتصرف من
http://ga.water.usgs.gov/edu/earthgw.html)

(*2){المياه الجوفيه (aquifers) ممكن ان توجد على اعماق مختلفه. ما كان منها قريبا للسطح ممكن ان يستعمل للشرب والسقي وبالاضافه الى ذلك من الممكن ان تزيد الامطار المتساقطه على مياهها بصوره مستمره. كثير من المناطق الصحراويه تحوي على هضاب او جبال من الاحجار الكلسيه (limestone) او حتى في الاماكن القريبه المجاوره لتلك المساحات الصحراويه والتي يمكن استغلالها كمصدر للمياه الجوفيه.
اجزاء من جبال الاطلسي في شمال افريقيا, سلسلة جبال لبنان و سلسلة جبال لبنان الغربيه بين سوريا ولبنان واسرائيل, الجبل الاخضر في عُمان, اجزاء من جبال سييرا نيفادا والسلاسل الجبليه في الجزء الجنوبي الغربي من الولايات المتحده الاميركيه كلها توجد فيها مياه جوفيه سطحيه (قريبه للسطح) تم استغلالها.
الشاطئ ممكن ان يستعمل كمثال لتقريب صورة المياه الجوفيه. اذا تم حفر حفره في رمال الشاطئ ستظهر طبقه رمليه مبلله او مشبعه بالماء قريبه جدا للسطح. هذه الحفره هي عباره عن بئر بسيط, الرمال الرطبه او المبلله تمثل طبقة المياه الجوفيه, و مستوى ارتفاع الماء في هذه الحفره يعرف بال(water table).
(*2)(مترجم بتصرف من
http://en.wikipedia.org/wiki/Aquifer#Aquifer_depth)

(*3) المياه الجوفيه الارتوازيه هي مياه جوفيه محصوره تحت ما يعرف بضغط ايجابي. هذا الضغط يؤدي الى ارتفاع الماء في بئر بصوره طبيعيه وبدون الحاجه الى الضخ (pumping) الى ان يصل الماء حالة التوازن الهايدروليكي (الاواني المستطرقه). هذا النوع من الابار يسمى الابار الارتوازيه. في بعض الاحيان ممكن للماء ان يصل سطح الارض خلال البئر بدون اي عملية ضخ اذا كان الضغط الطبيعي بدرجة كافيه لدفعه للاعلى وفي هذه الحاله يسمى بالبئر الارتوازي المتدفق.
(*3)(مترجم بتصرف من
http://en.wikipedia.org/wiki/Artesian_aquifer)

روابط مفيده:
http://ga.water.usgs.gov/edu/gwartesian.html
http://ga.water.usgs.gov/edu/earthgwaquifer.html
http://www.enotes.com/topic/Artesian_aquifer
http://www.ppwb.ca/information/5/index.html
http://www.dnr.state.mn.us/groundwater/bedrockaquifers.html


الواضح ان موسى في رحلته كان في منطقه قريبه نوعا ما من البحر (اضرب بعصاك البحر).
يذكر القران ان موسى كان قريب من منطقة جبليه (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) وكذلك (واذ نتقنا الجبل فوقهم...).
لو قارنا موقع موسى مع ما ذكر في (*2) يتقرب لنا ان موسى كان في ارض منخفضه تكثر فيها المياه الجوفيه ممكن ان تكون واقعه بين الجبال العاليه من جهة وبحر منخفض من جهة اخرى. اي ان المياه الجوفيه تجري من مكان عالي تحت الجبال الى مكان منخفض (فتصب في بحر او حتى لا تصب في بحر المهم هو وجود جبال مرتفعه عن الارض تسهل انحدار المياه الجوفيه الموجوده اسفلها) . فلو كانت المياه الجوفيه موجوده بكثره وقريبه من سطح الارض حسب (*2) فمالذي يحتاجه موسى للحصول على الماء؟ بئر؟ مزيد من الضغط؟ ضرب الحجر هنا يعني ابعاد الحجر عن بعضه مما يخلق اولا حفره وثانيأ يزيد من ضغط الاحجار المتباعده على المياه الجوفيه ويقلص من الفراغات بينها فيزداد الضغط على الماء فيرتفع فتنبجس او تتدفق او تنفجر المياه الى سطح الارض...صوره ل(Odanah Shale Bedrock Aquifer) توضح مدى قرب المياه الجوفيه للسطح:
http://www.ppwb.ca/uploads/images/general/4/mb-odanah-shale-bedrock-aquifer.jpg
الصوره مأخوذه من:
http://www.ppwb.ca/information/5/index.html
------------------------------
{الصافات (91 و 92 و 93):
- فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93)
ألانبياء (57 و 58 و 59 و 60):
- وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ (57) فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ (58) قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60)}
لو كان لطما باليمين فهل نستطيع تخيل ابراهيم (وهو فتى) واقف امام اعداد كثيره من الاصنام كلها مصنوعه من الحجاره يصفعهم بكفيه الى ان يصبحوا جذاذا او يكسرهم و يهشمهم واحد بعد الاخر؟ كم من الوقت استغرقه ذلك؟ الم تتورم و تتعب كفيه؟ كيف تصفع حجاره وتتحطم؟ هل اليمين هي الكف ام الذراع (لأخذنا منه باليمين)؟
المقصود هو ابعاد الاصنام ودفعها او اسقاطها وبسقوطها تتهشم.
------------------------------
ص (41 و 42 و 43 و 44):
- وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)

اي ابعد بالضغث ما مسك وليس المقصود ان تلطم او تصفع نفسك. (لم ابحث عن معنى الضغث)
==================================================================


الضرب (المطلق):

الانفال (12):
- إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)

اي ابعدوا ما فوق الاعناق عن ما هو تحته و ابعدوا كل بنان عن مكانه ولو اتبعنا فهمنا باللهجه العاميه لكانت ابسطوا ما فوق الاعناق وابسطوا كل بنان!!

------------------------------

الانفال (50):
- وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50)

محمد (27):
- فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27)

كلمة الوجه تعبر عن ما هو امام الشخص و الدبر تعبر عن ما هو خلفه او في ظهره {(قدت قميصه من دبر) (وليتم مدبرين) ....الخ الكثير}, الايه تقصد عزل الذين كفروا بابعاد كل ما امامهم وما خلفهم عنهم وليس صفع او (بسط) الوجوه و الادبار.

------------------------------

الرعد (17):
- أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)

نعود الى الايه اعلاه من جديد ولكن لنلاحظ (يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ)...اي كذلك يباعد الله الحق عن الباطل كما يباعد بين الامثال.

------------------------------






ننظر الان الى الايه سبب البحث:
النساء (34):
- الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)

قوَامون:
{
- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" النساء (135)
- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" المائده (8)
- "وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا" الفرقان (67)
}



اي قوامون على طلبات النساء, مؤَدين او موَفين على اكمل وجه لجميع الحقوق والواجبات وليس متسلطين و متجبرين.

أللاتي تخافون نشوزهن:
كل بيت او عائله دائما ما تحصل هناك مشاكل بين الزوج والزوجه وقد تكون لاتفه الاسباب ولكن قد يتطور الامر بسرعه ويتحول الى عناد بين الجانبين وجفاء. في هذه الحاله ينصح المُشَرِع الرجل بالتالي:

عظوهن بالكلام المنطقي و اهجروهن في المضاجع (وانتم ما زلتم معهم في نفس المسكن) و ابتعدوا عنهن أو ابعدوهن خارج المسكن او (اضربوهن)...فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا.

الضرب بصورته المطلقه تعني ألابتعاد والمفارقه.

ليس فقط ذلك بل في هذه الايه منع بصوره غير مباشره من ان يؤذي الزوج زوجته فأوصاهم بالموعظه والهجر في المضاجع والابتعاد واعطاء مساحة للطرفين للتفكر والهدوء حتى لا يتطور الامر وينتهي بأذية احدهما.

ورود حرف الواو بين عظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن قد لا يفيد الترتيب وممكن ان تكون كلها احتمالات وخيارات مقدمة يمكن القيام بأي منها بدون الرجوع الى الترتيب ولكن في نفس الوقت تدَرُّج المعاني في السياق من موعظه الى هجر في المضجع الى ابتعاد يبدو انه تسلسل سليم ممكن اتخاذه تدريجيا.

ولو كان الضرب يعني الاذى الجسماني الفيزيائي فلماذا بعد ان قام المُشَرع بذكره لم يحدد ما هية الاذى وباي اداة تكون ومتى يبدأ ومتى ينتهي والى اي حد (وهذا ما ابدع فيه اصحاب المهنه)؟

وكيف ان رسالة حديثة العهد تعاني من الاضطهاد والقمع المتواصل تدعو الى فعل الخير والعمل الصالح واحترام الاخر مهما اختلف لونه وشكله ودينه, كيف كانت ستكتسب عطف ورضا نصف المجتمع الانثوي وهي في اشد الحاجة لمناصرين واتباع من ذكور واناث؟ وكيف تأمر بايذاء والانتقاص من نصف مجتمع كامل وهي تنادي بوحدة ومساواة الخلق وعدم اختلافه في اصله*:

- "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)" ألحجرات
- "فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (39)" ألقيامة
- "وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (45)" النجم


من كان يريد ان يؤذي زوجته ويلطمها ويصفعها فهذا فعل يجب عليه هو وحده تحمل مسؤولياته وتبعاته سواء كان برد فعل الزوجة نفسها او عرف عشائري او قبلي او قانون مدني ولا يجوز ان يستغل الدين واسم الدين واسم المُشرع لتبرير مثل افعاله تلك.


ملخص ما يمكن ان تعنيه كلمة (ضرب):
1- ضرب: ابتعاد او ابعاد
2- ضرب في: ابتعاد مقترن بالسفر
3- ضرب على: اقتراب والتصاق (عكس الابتعاد, عكس ضرب)
4- ضرب ب: ابعاد شئ بأستخدام اداة



زيد علي المهدي
zaid.almahdi@yahoo.com


(*1)(التفصيل مترجم بتصرف من http://ga.water.usgs.gov/edu/earthgw.html)
(*2)(التفصيل مترجم بتصرف من http://en.wikipedia.org/wiki/Aquifer#Aquifer_depth)
(*3)(التفصيل مترجم بتصرف من http://en.wikipedia.org/wiki/Artesian_aquifer)

الايات التي وردت فيها كلمة "ضرب":
البقره (26) (60) (61) (73) (273)
ال عمران (112) (156)
النساء (34) (94) (101):
المائده (106)
الاعراف (160)
الانفال (12) (50)
الرعد (17)
ابراهيم (24 و 25 و 26) (45)
النحل (74 و 75 و 76) (112)
الاسراء (48 و 49)
الكهف (11) (32)-الى-(43) (45)
طه (77)
الحج (73)
النور (31) (35)
الفرقان (7 و 8 و 9) (39)
الشعراء (63)
العنكبوت (43)
الروم (28) (58)
يس (13) (78)
الصافات (91 و 92 و 93)
ص (44)
الزمر (27) (29)
الزخرف (5) (16 و 17) (57 و 58)
محمد (3 و 4) (27)
الحديد (13)
الحشر (21)
التحريم (10 و 11)
المزمل (20)