إن ما نصدقه فيما يتلى علينا في الشرع والدين,أساسه صورة الله في أذهاننا
هل تؤمن بأن الله عادل؟
إن أجبت بالإيجاب,لا بد وأن تكون قد سألت يوماً عن مصير من
لم يأتهم مبشر ولا نذير..فالقرآن ذكر أنبياءً ورسلاً لأمم قليلة,فماذا عن باقي الأمم؟
في الحقيقة,التفكير السليم وحسن الظن بالله يطرح هذا السؤال,وفي
القرآن الإجابة الصريحة الشافية
يقول تعالى في سورة فاطر الآية 24
"إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً وإن من أمة إلا خلا
فيها نذير"
أرسل الله لكل أمة رسولاً,لأن من عدله ألا يكلف الناس ولم
يبعث فيهم نذيراً
"وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً"
في سورة النساء الآية 164
"ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لم نقصصهم عليك"
يعني أن القرآن لم يتل علينا قصص جميع الرسل,وبالتالي لم
يحصرهم بمن مر على ذكرهم
لنقرأ الآية التالية 165 من نفس السورة,يقول تعالى
"رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة
بعد الرسل"
الآية الكريمة أعلاه,تطمئن قلوبنا التي تساءلت عن عدل الله
في محاسبة أمم لم يخلُ فيها نذير,بل وتبين أن ريبتنا كانت ستكون حجة للناس على الله,فكيف
يحاسبهم على ما لم يأمرهم به أو ينهاهم عنه؟
قد يقول قائل "لا يُسأل عما يفعل"
ولكن الله من محبته يحاسبنا بالعدل عند الإساءة,وبالرحمة
عند الإحسان
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها (الأنعام 160)
من جاء بالحسنة فله
خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون (سورة القصص الآية 84)
الله يرسل لنا الأنبياء والرسل,ويناقشنا في المعتقدات ولا
يفرضها علينا
الله يدعونا لأن نتعلم ونزداد علماً,ويبين لنا أننا بهذا
نقترب من جلاله ونؤمن به
"إنما يخشى الله من عباده العلماء"
وبالعكس,فإننا بالجهل نبتعد عنه ونجحده
"إذا استجارك أحد من المشركين فأجره حتى يسمع كلام الله
ثم أبلغه مأمنه,ذلك بأنهم قوم لا يعلمون"
إن الله بكلمة منه قادر على أن يفعل بنا ما يشاء,دون أن يكون
لنا اعتراض
ولكنه أكرم من هذا
وأجمل من هذا
الله رغم قدرته الكلية,يعدل معنا,ويحسن إلينا,ويعطف علينا
فتبارك الله أحسن الخالقين
والحمدلله رب العالمين
والحمدلله رب العالمين