الأربعاء، 20 أغسطس 2014

إلا رحمة للعالمين


إن مشهد الإرهاب والدموية الذي يتكرر يومياً في عصرنا هذا,هو نتيجة تحجر قلوب أول ما تبدلت عندما غابت عنها الرحمة
الرحمة..الكلمة التي لو لم يحرفوا معناها,لوضعنا أول حجر في جمهورية أفلاطون
الرحمة أسمى من المحبة,لأنها تشملها,وتشمل التسامح والحنان والعطف وإنكار الذات
ورسالة محمد كانت من أجل هذه المبادئ كاملة فاختُصرت بآية ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
يأتي اليوم المنافقون من قوم قريش المحدثين,ممن يريدون أن يهدموا أركان الدين بطرق متطورة عن القرون الأولى,فيحرفوا جوهر الإسلام,ويبدلوا مفاهيم القرآن,فيقضوا على رسالة محمد..باسم محمد,ويبتدعوا ديناً جديداً من وحي الشيطان,وينسبوه إلى الله 
وفي سبيل ذلك كان لا بد من تحريف معنى الرحمة وهي أهم مبادئ القرآن
فقالوا كذباً أن الرحمة للمسلمين فقط
ولكي يقنع المسلم الساذج بكلامهم,أقنعوه أولاً أن الله لا يرحم إلا المسلم
وتناسوا آية رحمتي وسعت كل شيء
كل شيء..وليس المسلمين فقط
ثم قالوا إنه لا يجوز أن نرحم غير المسلمين,بل علينا أن نغلظ عليهم وننكل بهم,حتى ننفيهم من الأرض أو نذبحهم ونقدمهم قرباناً إلى الإله
وأشهد أن إلههم صنم من أصنام الجاهلية
وتناسوا آية ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
للعالمين..وليس للمسلمين فقط
تستحضرني رواية تقول
قال رسول الله محمد لأصحابه لن تؤمنوا حتى تراحموا
قالوا يا رسول الله كلنا رحيم
فقال "ليس برحمة أحدكم أخيه,بل رحمة العامة..رحمة العامة" كررها مرتين
ما أعمق هذا الكلام,لأنه يفسر بشكل أو بآخر معنى الرحمة
أن ترحم لا يعني أن تحصر التسامح والمحبة والعطف في أهلك او عشيرتك أو دائرة أصدقائك أو أهل ملتك أو من أحسن إليك
هذه ليست رحمة
الرحمة هي أن تعطف على من هو خارج دائرة أقاربك,من هو من غير معتقدك,من يسيء إليك فتحسن إليه
كيف نقول إن الله لا يرحم إلا المسلمين,الجنة في هذه الحالة تكون من نصيبه ثواباً لأعماله وليست رحمة له
الرحمة هي العطف على المسيء رغم إساءته
فتبارك أرحم الراحمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق